في 6 أكتوبر / تشرين الأول 2025، اعتقلت قوات الاستخبارات الإيرانية الناشط الأحوازي فارس كعب كرم الله في مدينة تستر (شوشتر)، بعد مداهمة منزله دون سابق إنذار أو مذكرة قضائية، ومصادرة عدد من ممتلكاته الشخصية، بما في ذلك الهاتف المحمول، جهاز الحاسوب المحمول، وعدد من الكتب.

وأكدت مصادر محلية أن الاعتقال تم دون توجيه أي تهم رسمية أو إعلان عن الأسباب، ما يُشير إلى طبيعته السياسية والأمنية، في ظل استمرار السلطات الإيرانية في ملاحقة النشطاء الأحوازيين.

وخلال عملية الاعتقال، تعرض الناشط فارس كعب كرم الله للإهانة والاعتداء الجسدي أمام أفراد أسرته، بمن فيهم الأطفال، ما ترك أثرًا نفسيًا بالغًا على العائلة.

ولا تزال السلطات ترفض الكشف عن مكان احتجازه أو السماح لعائلته بالتواصل معه، ما يُصعّد من المخاوف بشأن تعرضه للإخفاء القسري أو التعذيب، وهي ممارسات موثقة في حالات سابقة ضد نشطاء أحوازيين.

 مخالفة صريحة للقانون الدولي:

هذا الاعتقال يشكّل انتهاكًا واضحًا لـالمادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تنص على:

"لا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفًا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقًا للإجراء المقرر فيه."
كما تنص على وجوب إبلاغ المعتقل بأسباب القبض عليه وتمكينه من التواصل مع محامٍ والدفاع عن نفسه.

وكون إيران دولة موقعة على هذا العهد، فإنها ملزمة قانونًا باحترام هذه الضمانات.

و أدانت المنظمة الأحوازية لحقوق الإنسان بشدة هذا الاعتقال التعسفي، واعتبرته جزءًا من سياسة قمع ممنهجة تهدف إلى ترهيب الشعب الأحوازي وتكميم الأصوات المطالبة بالحقوق القومية والمدنية.

وطالبت المنظمة بما يلي:

• الكشف الفوري عن مكان احتجاز الناشط فارس كعب كرم الله؛

• السماح له بالتواصل مع محامٍ وأفراد أسرته؛

• محاسبة المسؤولين عن الاعتداء عليه أثناء الاعتقال؛

• وتوفير حماية قانونية كاملة له، وضمان سلامته الجسدية والنفسية.

وأكدت المنظمة أن استمرار هذه الانتهاكات يضع إيران تحت طائلة المساءلة الدولية، ويكشف حجم التمييز العرقي والسياسي الذي يواجهه العرب في إقليم الأحواز.

المنظمة الأحوازية لحقوق الإنسان