شهدت العاصمة الألمانية برلين، يوم أمس السبت، مظاهرة أحوازية أمام مبنى البرلمان الألماني بدعوة من اللجنة الأحوازية لتنسيق المظاهرات في ألمانيا، شارك فيها العشرات من أبناء الجالية الأحوازية من مختلف انحاء دول الاتحاد الاوروبي ك هولندا و النمسا إلى جانب أشقاء عرب وداعمين للقضايا العادلة. ورفع المحتجون الأعلام الأحوازية والشعارات التي تندد بما وصفوه بـ"الجرائم والانتهاكات الممنهجة" التي تمارسها السلطات الإيرانية بحق الشعب الأحوازي.
وقال المنظمون إن هذه الوقفة تأتي في إطار جهود أبناء الشعب الأحوازي لإيصال صوتهم إلى المؤسسات الأوروبية والدولية، خاصة في ظل التصعيد الأخير من قبل السلطات الإيرانية، حيث أقدمت على نقل عدد من السجناء الأحوازيين لتنفيذ أحكام الإعدام، وإصدار المزيد من الأحكام بحق آخرين، إلى جانب حملة اعتقالات واسعة شملت المئات من المواطنين. ويؤكد ناشطون أن هذه الإجراءات تندرج ضمن سياسة "القمع الممنهج" التي تستهدف الهوية الوطنية الأحوازية وتكميم الأصوات المطالبة بالحرية والعدالة.
وأشار المشاركون إلى أن المظاهرة تهدف أيضًا إلى لفت أنظار الرأي العام الأوروبي إلى ما يحدث في الأحواز من انتهاكات خطيرة، داعين البرلمان الألماني والاتحاد الأوروبي بما في ذلك المؤسسات الدولية إلى التحرك الفوري عبر الضغط على طهران لاحترام حقوق الإنسان، والإفراج عن السجناء السياسيين، ووقف ما وصفوه بـ"جرائم الإبادة الثقافية والتهجير القسري".
وتُعد هذه المظاهرة جزءًا من سلسلة فعاليات وتحركات تنظمها الجاليات الأحوازية في أوروبا في محاولة لكسر التعتيم الإعلامي المسلط على القضية الأحوازية. ويرى مراقبون أن مثل هذه التحركات قد تسهم في إعادة تسليط الضوء على ملف الأحواز في المحافل الدولية، لا سيما مع تزايد الدعوات المطالبة بفتح تحقيقات أممية في قضايا الاعتقالات التعسفية وأحكام الإعدام.
ويؤكد ناشطون أحوازيون أن استمرار هذه الحملات الاحتجاجية في العواصم الأوروبية يبرهن على أن القضية الأحوازية لم تعد قضية محلية محصورة داخل إيران، بل قضية إنسانية وسياسية تتطلب تضامنًا دوليًا واسعًا، خاصة في ظل التحديات المتصاعدة التي يواجهها الشعب الأحوازي على أرضه.