أيار 23, 2025

البيان الختامي لمظاهرة الذكرى المئوية لإحتلال الأحواز

البيان الختامي لمظاهرة الذكرى المئوية لاحتلال الأحواز

بروكسل – 18 نيسان / أبريل 2025

_______

أيها الأحوازيون الأحرار،

يا أبناء المجد والصبر والصمود،

يا من حوّلتم الميادين إلى ميثاق عهدٍ لا يُنكث، ورفعتم صوت الوطن فوق كل الضجيج...

نلتقي اليوم في قلب العاصمة الأوروبية بروكسل، في هذه الذكرى الثقيلة، لا لنرثي مئة عام من الاحتلال، بل لنُجدّد القسم، ونؤكد للعالم أننا شعب لا يُهزم، وأن قضيّتنا، برغم الجراح، لا تزال تنبض في كل شريان.

قبل قرن من الزمان، وتحديداً في العشرين من نيسان عام 1925، اجتاحت القوات الفارسية أرض الأحواز العربية، وفرضت احتلالاً غاشماً لا يزال جاثماً على صدر شعبنا حتى اليوم. لم يكن ذلك الاحتلال بداية الانكسار، بل انطلاقة قرن من المقاومة، خطّه الأحرار بالدم والتضحيات، من الثورة الأولى ضد الاحتلال، مروراً بانتفاضة المحمرة الخالدة وصولاً إلى انتفاضة الخامس عشر من نيسان المجيدة عام 2005، التي دشّنت عهداً جديداً من النضال النوعي الهادف، ورسّخت وعياً وطنياً راسخاً لا تُزيله آلة القمع ولا تُطفئه سنوات الإقصاء.

 

مئة عام لم تكن كافية لكسر إرادتنا، ولا لمحو لغتنا، ولا لخلع جذورنا من تراب الأرض التي عشقت أسماءنا، وفهمت لهجتنا، و ارتوت من دماء شهدائنا.

 

مئة عام من محاولات طمس الهوية، ومحو الذاكرة، وسرقة التاريخ... لكنها فشلت، لأن شعبنا لا ينسى، ولا يساوم، ولا يركع.

لقد مارست الدولة الإيرانية، على مدى هذا القرن، أبشع أشكال السياسات الاحتلالية، من الإعدامات والاعتقالات والتجويع والتجهيل، إلى سياسات "تفريس" ممنهجة طالت الإنسان والمكان، حتى صارت اللغة العربية جريمة، والانتماء تهمة، والدفاع عن الأرض خيانة.

 

ومع ذلك، نحن هنا اليوم، في الذكرى المئوية الأولى، لا لنحصي الخسائر، بل لنُعلن صراحة أن شعبنا مستمر في مقاومته، وأن هذه الأرض ستبقى عربية كما وُلدت، وأن القضية الأحوازية قضية شعب حر، يأبى أن يُدفن في غبار النسيان.

 

نحن، المشاركون في هذه المظاهرة المهيبة، نُعلن ما يلي:

1)        نؤكد تمسكنا الثابت بحق شعبنا الأحوازي في تقرير مصيره واستعادة سيادته الكاملة على أرضه المغتصبة، انسجاماً مع ميثاق الأمم المتحدة، وحق الشعوب في التحرر والاستقلال.

 

2)        نحمّل النظام الإيراني كامل المسؤولية عن الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق شعبنا، بما في ذلك الإعدامات الجماعية، والاعتقالات التعسفية، والتهجير القسري، ونهب الثروات، وتجفيف الأنهار، وطمس اللغة والثقافة العربية.

 

3)        ندعو المجتمع الدولي، والأمم المتحدة خاصة، إلى التحرر من صمته التاريخي، والاعتراف بالقضية الأحوازية كقضية تحرر وطني، والتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المستمرة، ومساءلة النظام الإيراني عن جرائمه ضد شعبنا.

 

4)        نُحيّي بكل فخر نضال أبناء شعبنا الأبطال في الداخل المحتل، الذين يواجهون القمع بأجسادهم، ويؤكدون يومياً أن الأحواز لم تستسلم. ونؤكد لهم أن صوتهم وصل، وأننا نعمل من أجلهم، ومعهم، وأننا في الخارج عيونهم وآذانهم ولسانهم في كل محفل.

 

5)        ندعو إلى رصّ الصف الوطني الأحوازي، وتجاوز الخلافات الهامشية، والتوحّد تحت راية التحرير، والعمل بروح جماعية ومسؤولية وطنية من أجل بناء دولة أحوازية حرة، مستقلة، ديمقراطية، تحفظ كرامة الإنسان وتصون هويته.

 

6)        نؤكد على وحدة المصير بين الشعوب غير الفارسية الواقعة تحت سيطرة الدولة الإيرانية، ونشدد على أننا وإياهم في خندق نضالي واحد ضد سياسات القمع والاحتلال. وندعو إلى تعزيز التنسيق والتكامل بين حركاتهم وتنظيماتهم التحررية، من أجل توحيد الجهود في مواجهة الظلم وتحقيق تطلعات شعوبنا في الحرية والعدالة والاستقلال.

 

7)        نطالب الدول العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، وبدعم نضال شعبنا الأحوازي سياسياً، إعلامياً، وحقوقياً، والاعتراف بممثليه الشرعيين في الداخل والخارج.

 

8)        نطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، بإدراج حقوق الشعوب غير الفارسية ضمن أجندة أي مفاوضات مع النظام الإيراني، ورفض محاولات شرعنة القمع تحت غطاء شعارات زائفة مثل "السيادة" أو "الاستقرار".

 

9)        نُوجّه نداءنا إلى الاتحاد الأوروبي، بوصفه أحد أبرز الكيانات المدافعة عن حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم، ونطالبه بتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يتعرض له شعبنا الأحوازي من انتهاكات جسيمة وممنهجة. وندعوه إلى اتخاذ مواقف أكثر فاعلية، تبدأ بالاعتراف بالقضية الأحوازية كقضية شعبٍ يرزح تحت الاحتلال، وتصل إلى دعم نضالنا السلمي المشروع على الصعيد السياسي والحقوقي والإعلامي، وفرض ضغوط حقيقية على النظام الإيراني لوقف سياساته العنصرية تجاه شعبنا وسائر الشعوب غير الفارسية فيما يُعرف زوراً بـ"الجمهورية الإسلامية".

 

أيها الأحوازيون،

لقد آن أوان الفعل، لا الانتظار. آن أوان أن نصوغ مصيرنا بأيدينا، لا أن نتركه للجلادين أو للمصالح الدولية. إن هذه الذكرى المئوية يجب أن تكون بداية جديدة لا نهاية ذكرى، لحراك ناضج، واعٍ، صاعد، لا يكلّ ولا يتوقف حتى يعود الحق إلى أهله.

 

وعدٌ علينا،وعهدٌ نُجدد به القسم: لن نُسقِط الراية، ولن نغفر للاحتلال، ولن نهدأ حتى نرى الأحواز حرة مستقلة، ونرى علم الأحواز مرفوعاً على سمائها.

و في الختام نتقدم بجزيل الشكر لكل من شارك و دعم هذه المظاهرة ،و نشكر و نثني على جهود اللجنة التنسيقية ( المتشكلة من التنظيمات و المؤسسات الحقوقية و الثقافيةو المستقلين) التي نظمت هذه المظاهرة و بذلت قصارى جهدها لنجاحها منذ شهور.

 

 

المجد للأحواز

الخلود لشهداء الأحواز

الحرية للأسرى

والنصر آتٍ، ولو بعد حين

 بروكسل – الجمعة 18 نيسان / أبريل

قيم الموضوع
(0 أصوات)